تواترت الأخبار أن الرئيس رجب طيب أردوغان وجه بمنع قنوات تنظيم الإخوان التي اتخذت من تركيا منصة لها من الهجوم على مصر ودول الخليج، إضافة إلى تقييد تحركات كوادر الإخوان واتخاذ ترتيبات أمنية تحد من نشاطهم، وربما تشمل الإجراءات تسليم بعض المطلوبين منهم إلى الدول المتضررة منهم، وتطالب بإخضاعهم للمثول أمام العدالة.
والحقيقة، كما قلنا سابقاً، أن مصداقية الرئيس أردوغان متدنية جداً فيما يخص مواقفه من تلك الدول، أي مصر والدول الخليجية، فهو يقول الشيء ونقيضه، ويناور بالاقتراب خطوة ويبتعد خطوات بين عشية وضحاها، ومثل هذه التصرفات لا تعبر عن دولة تريد علاقات حسنة، أو تود ترميم علاقاتها كما صرح متحدث الرئاسة التركية قبل أيام. لقد تمادى أردوغان في محاولة توظيف تنظيم الإخوان الذي يحتضنه للإساءة والإضرار بدول محورية ومؤثرة مثل مصر والمملكة، متجاهلاً قوتهما وقدرتهما على كشف وتعطيل مؤامراته ضدهما عن طريق هذا التنظيم الإرهابي، أو غيره من الوسائل والأساليب التي اعتقد أنها ستؤدي غرضها.
وما نرجوه حقاً أن أردوغان قد استوعب أخيراً أنه أضر بسمعة تركيا ومصالحها وعلاقاتها مع دولتين تمثل إحداهما رمزية عربية كبرى بمقوماتها البشرية وجيشها الضخم ودورها العربي، وتمثل الأخرى بالإضافة الى أهميتها كدولة عربية كبيرة، العمق الروحي لمسلمي العالم وقوة اقتصادية عالمية لها صوت مسموع ومؤثر في عواصم العالم، وذلك ما يجعل معاداتهما حماقة كبيرة تعود بالضرر على مرتكبها فقط. ومن جانب آخر يصعب جداً، بل يستحيل أن تستطيع تركيا اختراق هاتين الدولتين سواءً بتنظيم الإخوان البائس أو غيره من التكتيكات، ولن تتمكن مهما حاولت من تنفيذ أدنى حد من أطماعها ومؤامراتها تجاههما، وبالتالي فهي لعبة ساذجة وخاسرة وغبية مارستها تركيا.
نريد من تركيا أن تتعامل كدولة بمقتضيات العلاقات الدولية في هذا الزمن، وليس كوكر لإدارة المؤامرات ضد دول أخرى، وعليها أن تعي أن الخلاف معها أعمق من وجود محطات فضائية تتهجم على مصر وغيرها، ووجود كوادر تنظيم عميل لمشروع الخراب، بل الخلاف الحقيقي هو تدخلها المباشر في الشؤون الداخلية لدول عربية وإعلانها إحياء مشروع استعماري بائد ومشاركتها في إذكاء الخلافات والصراعات على الساحة العربية، وسوف تبدي لنا الأيام حقيقة النوايا التركية بعد هذه الخطوة التكتيكية.
كاتب سعودي
habutalib@hotmail.com
والحقيقة، كما قلنا سابقاً، أن مصداقية الرئيس أردوغان متدنية جداً فيما يخص مواقفه من تلك الدول، أي مصر والدول الخليجية، فهو يقول الشيء ونقيضه، ويناور بالاقتراب خطوة ويبتعد خطوات بين عشية وضحاها، ومثل هذه التصرفات لا تعبر عن دولة تريد علاقات حسنة، أو تود ترميم علاقاتها كما صرح متحدث الرئاسة التركية قبل أيام. لقد تمادى أردوغان في محاولة توظيف تنظيم الإخوان الذي يحتضنه للإساءة والإضرار بدول محورية ومؤثرة مثل مصر والمملكة، متجاهلاً قوتهما وقدرتهما على كشف وتعطيل مؤامراته ضدهما عن طريق هذا التنظيم الإرهابي، أو غيره من الوسائل والأساليب التي اعتقد أنها ستؤدي غرضها.
وما نرجوه حقاً أن أردوغان قد استوعب أخيراً أنه أضر بسمعة تركيا ومصالحها وعلاقاتها مع دولتين تمثل إحداهما رمزية عربية كبرى بمقوماتها البشرية وجيشها الضخم ودورها العربي، وتمثل الأخرى بالإضافة الى أهميتها كدولة عربية كبيرة، العمق الروحي لمسلمي العالم وقوة اقتصادية عالمية لها صوت مسموع ومؤثر في عواصم العالم، وذلك ما يجعل معاداتهما حماقة كبيرة تعود بالضرر على مرتكبها فقط. ومن جانب آخر يصعب جداً، بل يستحيل أن تستطيع تركيا اختراق هاتين الدولتين سواءً بتنظيم الإخوان البائس أو غيره من التكتيكات، ولن تتمكن مهما حاولت من تنفيذ أدنى حد من أطماعها ومؤامراتها تجاههما، وبالتالي فهي لعبة ساذجة وخاسرة وغبية مارستها تركيا.
نريد من تركيا أن تتعامل كدولة بمقتضيات العلاقات الدولية في هذا الزمن، وليس كوكر لإدارة المؤامرات ضد دول أخرى، وعليها أن تعي أن الخلاف معها أعمق من وجود محطات فضائية تتهجم على مصر وغيرها، ووجود كوادر تنظيم عميل لمشروع الخراب، بل الخلاف الحقيقي هو تدخلها المباشر في الشؤون الداخلية لدول عربية وإعلانها إحياء مشروع استعماري بائد ومشاركتها في إذكاء الخلافات والصراعات على الساحة العربية، وسوف تبدي لنا الأيام حقيقة النوايا التركية بعد هذه الخطوة التكتيكية.
كاتب سعودي
habutalib@hotmail.com